موضوع رائع
بارك الله قيك
وشكرا على افكارك اللى بتطرحها فى مواضيعك بجد
افكار رائعه ومهمه
في هذا الزمن حيث يهتم الناس بالمظهر فتجدهم يقفون الساعات الطوال أمام المرايا والبعض منهم تجده يستحم الساعات الطوال يوميا .. والبعض الأخر تجد الحلاق يحفظ عدد شعر وجهه من كثر مدوامته للذهاب الى الحلاق .. وكثير من الاشخاص تجد جزءا من مدخراته ومن دخله يذهب الى المساحيق والكريمات وخلافه ,و هذا حال الرجال فكيف بالنساء .. ؟!
انا لا انكر اهمية الاناقة والنظافة وهذه شيئ جميل ولا بأس به فالرسول صلى الله عليه وسلم قال “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس “ومن هذا الحديث نعلم ان الاهتمام بالمظهر شيء جميل ومستحب ولكن لا يعني ذلك الاهتمام المبالغ الذي نراه الآن في مجتمعنا حيث يطغى الاهتمام بالمظهر على الجوهر ..
ومقابل هذه الفئه التي تراهم يتأففون حينما تظهر على وجووهم حبة شباب أو بثرة .. او تسقط من رؤوسهم شعرة واحده .. نجد فئة أخرى ضدهم تماما فتجدهم على هيئات غير مقبولة ولا يهتمون بالمظهر اطلاقا مع قدرتهم على ذلك ولكنهم لو بحثت عن اسباب ارتدائهم للملابس المهترئه او الملابس الرثة ستجد الاسباب غريبة جدا وليست منطقية ربما تكون جريئا فتسأل الواحد منهم لما حذاؤك مهترئ وقد انعم الله عليك حيث تستطيع استبداله سيكون جوابه واحدا من هذه الاحتمالات “والله انا رجل والرجال ما يهمه شكله ..” او ربما يكون الجواب ” الرسول يقول اخشوشنوا” وهل تزول الرجولة بإرتدائك ثوبا نظيفا ملائما ووعطرا طيبا ..! واما الرد على صاحب الخشونة ما علاقة الخشونة بالمظهر الحسن .. ؟! لا علاقة بينهما يا صاح .. وكثير من الناس جزاهم الله خيرا لا يهتم بمظهره كثيرا ويكون منطلقه منطلق الزهد أثابه الله ولكن لا يتنافى الزهد مع المظهر الجيد فنحن نعلم ان الله يحب ان يرى نعمته على عبده وذلك واضح في الحديث الصحيح : أخرجه أبو داود عن أبي الأحوص عن أبيه قال: “أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون، فقال ألك مال، قال نعم، قال من أي المال، قال قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال فإذا أتاك الله مالا فلْيَرَ أثر نعمة الله عليك وكرامته “
قال المناوي في فيض القدير: “وذلك بأن يلبس ثيابا تليق بحاله نفاسة وصفاقة ونظافة ليعرفه المحتاجون للطلب منه، مع رعاية القصد وتجنب الإسراف… وكان الحسن يلبس ثوبا بأربع مائة، وفرقد السنجي يلبس المسح فلقي الحسن فقال ما ألين ثوبك، قال يا فرقد ليس لين ثيابي يبعدني عن الله ولا خشونة ثوبك تقربك منه، إن الله جميل يحب الجمال…”
ولله در القائل:
فرثاث ثوبك لا يزيدك زلفـة**** عند الإله وأنت عبد مجـرم
وبهاء ثوبك لا يضرك بعد أن**** تخشى الإله وتتقي ما يحرم.
وخلاصة ما اريد قوله ان الاهتمام في المظهر لا يتنافى مع تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم وهذا بحدود المعقول ولا ينبغي ان يكون اهتماما زائدا عن المعقول كما يكون عند البعض ,والحذر ان يطغى اهتمامك بمظهرك على جوهرك فالجوهر اهم من المظهر وان عجزت ان تجمع بين اثنان فاختر الجوهر .. لأن القرب من الواحد والبعد عنه كله عائد الى جوهره فالجوهر يحدد مدى قوة علاقة الناس بك , فحاول ان تهتم بجوهرك بقدر اهتمامك بمظهرك فكل ما تقترب امام المرآه افعل كفعل النبي صلى الله عليه وسلم فهو حينما يرى المرآة كان يقول ” اللهم كما احسنت خَلقي فأحسن خُلٌقي ” هذا وهو نبينا خير البرية الذي قال الله عنه ” وإنك لعلى خلق عظيم ” فانظر كيف كان نبينا يطلب الاستزاده في الخُلق من الله , وهو قدوتنا صلى الله عليه وسلم .
ولكي نتعلم كيف نحسن من جوهرنا ينبغي لنا الاطلاع في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة اصحابة الكرام .. فهم ظربوا لنا اروع الامثلة في الاخلاق النبيلة ويطول الكلام في سرد الامثال عنهم .