29 هدفا في الدوري الإنجليزي كانت كفيلة بإحراز لقب هداف المسابقة لديدييه
دروجبا نجم تشيلسي هذا الموسم، لكن أهداف الفيل الإيفواري وحدها لن تكفي بلاده
لعبور مجموعة الموت في مونديال 2010.
فبعد مرور أربع سنوات على مونديال ألمانيا 2006 الذي شهد أول ظهور عالمي للأفيال
في مجموعة ضمت الأرجنتين وهولندا وصربيا والجبل الأسود، فشل كوت ديفوار في العبور
خلالها بالرغم من أحراز ستة أهداف في كل المباريات الثلاث، عاد رفاق دروجبا إلى
الساحة العالمية ليجدوا الصعوبة ذاتها.
وقوع الأفيال إلى جوار البرازيل والبرتغال وكوريا الشمالية في المجموعة السابعة
جاء كالصدمة على القارة الإفريقية التي تعول كثيرا على كوت ديفوار في تغيير الخريطة
العالمية.
ولذلك السبب يرى جوران زفن إريكسون المدير الفني للفريق أن دروجبا وأهدافه لا
يكفون وحدهما.
وأوضح المدرب السويدي "ليس كافيا أن نعلق الآمال على دروجبا لإحراز الأهداف،
لكني أتوقع الكثير لكوت ديفوار في أول مونديال إفريقي".
وتابع "لن أفكر في أبعد من مرحلة المجموعات، فأمامنا مباريات أشبه بالنهائيات،
بداية بالبرتغال ثم البرازيل، لكني أثق في رجالي وليس فقط دروجبا".
ويملك إريكسون تجربة غير طيبة مع منتخب البرتغال الذي أطاح به في مناسبتين من
قبل حينما كان السويدي مع الفريق الإنجليزي.
لذا صرح "أعتقد أن فريقي لم يكن سيئا في المرتين، فقط تخلى الحظ عنا، لكني أعلم
كيف أواجه منتخب البرتغال، وسجلي معهم يقف في صفي، لا العكس".
ويؤمن دروجبا نفسه بأنه غير قلق من مجموعة الموت، "فقد حصل الفريق على خبرة
مناسبة من تجربة المونديال السابق".
وأضاف "قدمنا أداء جيدا في 2006 لكننا لم نكن محظوظين بالوقوع أمام هولندا
والأرجنتين، لكني أرى أنها كانت خبرة كافية لتقديم المزيد في جنوب إفريقيا".
واستطرد "ربما نستطيع الوصول إلى الدور ربع النهائي ومن بعده نصف النهائي، أعتقد
أن ذلك بإمكاننا، بعد ذلك من يدري".
وداعا للغرور
كلفت الفردية الواضحة في أداء دروجبا ورفاقه كوت ديفوار العديد من الفرص لارتقاء
منصات التتويج، بداية بكأس أمم إفريقيا عام 2006 أمام مصر، ثم الخروج أمام الفريق
نفسه في نصف نهائي 2008.
بعد ذلك جاء توديع المسابقة الإفريقية أمام الجزائر في 2010، بالرغم من كون كوت
ديفوار هو المرشح الأول في كل البطولات السابقة.
إريكسون
فشل الأفيال في الفوز ببطولة خلال الجيل الذهبي للفريق بداية من 2006، دفع
اسطورة الكرة الإيفوارية عبد اللي تراوري لمطالبة اللاعبين بـ"توديع الغرور".
فصرح "دعونا نتخلى عن الأنانية هذه المرة ونبذل العرق قليلا، بعدما فشلنا في
المنافسة إفريقيا ثلاث مرات، لا بد أن نصل إلى أبعد ما يمكن في المونديال".
ويعد مونديال جنوب إفريقيا هو الفرصة الأخيرة للجيل الذي استطاع نقل كوت ديفوار
من المركز الـ74 عالميا عام 2004 إلى المركز الـ27 في مايو الماضي.
فدروجبا على أعتاب عامه الـ33 عاما، وجيله أوشك على توديع المستطيل الأخضر، ومن
الصعب عليه خوض مونديال 2014، لتعويض أي إخفاق في 2010.
ومشوار الأفيال نحو جنوب إفريقيا كان كالعادة مبشرا للغاية، فقد كانوا ثاني فريق
إفريقي يتأهل إلى المونديال بعد غانا.
وتأهل رفاق دروجبا بخمسة انتصارات وتعادل وحيد في مجموعة ضمت بوركينا فاسو
ومالاوي وغينيا.
إريكسون .. ماركة عالمية
أفطن الاتحاد الإيفواري لكرة القدم أن أمثال جيرار جيلي وفاهيد هاليلودزيتش من
المدربين لن يحققوا للأفيال الإنجازات المرجوة، لذا تم التعاقد مع إريكسون.
فربما لا يحتاج الكثيرون إلى تعريف بالمدير الفني السويدي صاحب التجربة الواسعة
مع الإنجليز في مونديال 2002 وبطولة الأمم الأوروبية 2004 قبل الخروج أمام البرتغال
بركلات الترجيح من الدور ربع النهائي لمونديال ألمانيا 2006.
وجاء التعاقد مع إريكسون لإيمان كوت ديفوار بأنه الوحيد القادر على إحياء فريق
2006، كونه يملك نفس سمات المدير الفني الفرنسي هنري ميشيل الذي بفضله وصل فريق
الأفيال لما هو عليه حاليا.
هنري ميشيل بدأ الطريق بشخصيته القوية وتاريخه الحافل، ومنذ رحيله لم ينجح أي
مدرب آخر في التأثير على نجوم كوت ديفوار، ما يظهر جليا في آخر كأسين للأمم.
ولأن إريكسون اسم عالمي في سماء التدريب، ينتظر منه الاتحاد الإيفواري إعادة
تقويم الفريق الذي لا يحتاج لمواهب إضافية حتى يصبح مؤهلا لقنص البطولات.
وصرح الاتحاد الإيفواري لكرة القدم عبر السكرتير العام أواترا هيجو "الكل يعلم
أن جوس هيدينك كان أول هدف لنا، لكن إريكسون خير بديل للمدرب الهولندي".
وتابع "كنا نبحث عن مدير فني ذو شهرة عالمية ويملك شخصية تؤهله لقيادة فريق بحجم
كوت ديفوار، وإريكسون لديه الخبرة الكافية تلك المهمة".
دروجبا
ويعرف إريكسون بأنه مدير فني متحرر، لا يميل لتثبيت طريقة لعب واحدة، فقد تحور
الإنجليز تحت يديه لأكثر من اسلوب لعب سواء 4-4-2 أو 4-5-1.
لكن الثابت في أفكار المدير الفني السابق للاتسيو أنه لا يغامر أبدا هجوميا، ما
يفسر وصول الإنجليز معه لركلات الترجيح في بطولتين.
قائمة الفريق .. ضريبة حشد النجوم
ربما يملك منتخب كوت ديفوار بين صفوفه أكبر حشد من النجوم، قياسا بباقي ممثلي
القارة السمراء.
فدروجبا مع سالمون كالو وعبد القادر كيتا وأرونا دينداني ويايا توريه وزوكورا
وكولو توريه وغيرهم قادرون من دون شك على تحقيق أفضل إنجاز إفريقي ممكن بين
الكاميرون ونيجيريا وحتى جنوب إفريقيا صاحبة الأرض والجمهور.
لكن المشكلة أن عدم اعتياد كوت ديفوار على احتشاد النجوم في صفوفها أحيانا يأتي
بالسلب على مصلحة الفريق.
سواء هنري ميشيل أو جيلي أو هاليودزفيتش سقطوا في هذا الفخ، وحاولوا الدفع بكل
نجوم الفريق، وكانت النتيجة عكسية.
فحينما يلعب زوكورا بجانب يايا لأنهما من مصاف النجوم التي لا تتكرر في تاريخ
كوت ديفوار، يكون المستفيد هو خصم الأفيال، لأنه يواجه ثنائي بصفات متطابقة.
خلال افتتاح كأس أمم إفريقيا 2010 واجه منتخب كوت ديفوار هذه الأزمة أمام
بوركينا فاسو، إذ لم يكن تواجد يايا توريه وزوكورا مطلوبا أمام فريق ضعيف.
لكن المدرب لم يتخذ قراره بإخراج أحدهما بسبب قيمة الثنائي وحجم نجوميته، فانتهت
المباراة بالتعادل بعدما فشل الأفيال في دك حصون الفريق الذي لجأ للدفاع.
هذا لا يمنع أن وجود هذه الأسماء تمنح إريكسون تنوعا كبيرا في خياراته.
هناك عدد من المهاجمين القادرين على مساندة دروجبا من الجناحين أمثال جيرفينيو
وأرونا دينداني وبكاري كونيه، وأخيرا زميله في تشيلسي المتألق سالمون كالوه.
وتتمثل اختيارات إريكسون الدفاعية في كولو توريه وإيمانويل إيبويه وسياكا تييني
وآرتور بوكا، بعد استبعاد جاي ديميل من القائمة.
وتبقى حراسة المرمى هي المشكلة الوحيدة في صفوف الأفيال الإيفوارية إلى جانب صفة
الغرور، إذ يعد بوبكر باري حارس لوكرن البلجيكي هو الخيار الأول في آخر رحلات الجيل
الإيفواري الذهبي.