حوار مع القلب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بينما هو يجلس وحده في غرفته وأمامه منضدة عليها كل أوراقه وخواطره .. نظر إلى جدران الغرفة وأخذ يتأمل فيها طويلا فجال بخاطره سؤال :- لما أصبحت هكذا ، كنت أكتب بالعشرات بل بالمئات من الأغاني والأشعار واليوم لم أستطع أن أكتب ولو كلمة واحدة .. ترى .. ما الذي حدث لي ، ما الذي غيرني .. سكت برهة وهو سارح بخياله فأحس أنه يختنق وتكاد دموعه أن تسقط فترك الغرفة وذهب إلى البلكون لعله يشم هواءا نقيا هادئا مع نسمات الفجر العليل .. حاول الكتابة مرة أخرى ولكن لا فائدة :- لقد صرت فاشلا في كل شيء حتى مشاعري لم أستطيع أن أبوح بها في أوراقي ثم بكى ... صوت خافت يهمس له من بعيد وكأنه ينادى عليه ثم اقترب منه شيئا فشيئا ودار بينهما هذا الحوار.
:- لماذا أنت هكذا .. لم تشعر بالحزن والكآبة .
:- لا أدرى .. أشعر وكأني أتعس مخلوق في هذه الدنيا .
:- هاهاها .. لا تقل هذا ولكن تفكر في ماضيك .. كنت كالبلسم الشافي لكل الجروح ألا تعلم ما الذي غيرك .
:- لا .
:- أنت الذي غيرت نفسك بنفسك .
:- كيف ؟! كيف وكل من حولي قد أثبتوا لي أنى مثلا لهم في الرومانسية والرقة والحنان ؟!
:- لم يخدعوك .. بل قالوا أيضا أنك كالعندليب بالرغم من حزنه ولكنه دائما قلب محب ، ولكن قتل الإحساس وتبلدت المشاعر ومت أنا .
:- أنت ! .. من أنت ؟ وكيف مت ؟ كيف وأنت تكلمني الآن ؟!
:- ألم تعرف من أنا حتى الآن .. أنا القلب التائه الحائر الضائع .. أنا من كان يحب الحياة من أجل الحب .. أنا من كان يعيش بالحب دون حتى أن يحب .. أنا ......
هنا قاطعه قائلا :- كفى يا قلبي كفى ولكن متى .. متى أرجوك .. متى تعود إلي وهل .. هل مت فعلا ولم يبق أملا في أن تعود .. أن تسكن بين جوانبي وتحتمي في صدري مرة أخرى .
:- لست أدرى .. ولكن أنظر إلى هذا .. أنظر .
يرفع المسكين رأسه إلى السماء فتقع عيناه على القمر فتسقط دمعة على وجنتيه قائلا :- ولما يا قلبي .. لما أنظر إليه ...
:- ألم يذكرك بشيء .. ألم يكن هذا هو الملجأ الوحيد إليك عندما تبكى وعندما تفرح .
:- للأسف يا قلبي .. للأسف يذكرني ولكن .. أين هي .. منذ متى ولم أعرف عنها شيئا ولم تفكر لحظة واحدة أن تتصل بي أو تطمئن علي .. لم أعد أحتمل الذكرى .. لم أعد أحتمل شوقي إليها .. لم أ عد ...
وهنا تقطع دموعه الكلمات فيصيح :- عد إلي .. عد إلي .. يا قلبي عد إلى ... شاركني حزني وهمي .. سعادتي وفرحي .. لوعتي وبكائي .. شاركني كل عمري .
:- أنت مسكين .. فأنا معك طوال العمر ولكنك تفضلهم عنى .. عشت وحيدا معهم فعشت غريبا عنك ، كنت بعيدا عنى وكنت قريبا منك فهجرتني وذهبت إليهم .. إلى غابة البشر .. سأعود لك في يوم ما .. ولكن بعد أن تتعلم .
ومازال المسكين ينتظر رجوع القلب الحزين .. يبكى وحده ولا يجد أنيس وفى يوم من الأيام عاد إليه الصوت مرة أخرى وهو يهمس له قائلا :- يا صديقي .. أنا لم أمت .. مازلت بين جوانبك .. مازال صدرك يحتويني وجسدك يضمني ... ولكنك علمتني أن أكون أشد من الحجر بعد أن كنت ألين من الحرير .. عرفت الآن ما الذي غيرك .. عرفت الآن ما الذي لم يجعلك تكتب كلمة واحدة .

:
شكرااااااااا:

» حوار مع قلبى
» حوار مع البحر
» كلمات نابعه من القلب
» حوار بين الحب والصداقة
» القلب اللي بيجرحنا في حاجة اكيد جرحاه